المقاربة السياسية بين سوريا و كل من مصرو تونس مجدية في إطارذكر أن المواطن في هذه الدول يطالب بالعيش الكريم, حق التوظيف, حرية الصحافة, رفع حالة الطوارئ ,حرية التعبير, وحرية الإنتماء السياسي. ما يجانب الصواب في مثل هذه المقاربات ,في بعض الاحيان, هو شمولية توصيف رد فعل الحكومات بأنها غير مجدية, و أنها غير قادرة على الوفاء بوعودها الإصلاحية
الإصلاح السياسي في سوريا ممكن, بسسبب إدراك النظام بأهمية بدء الإصلاحات وبسسبب خصوصية المجتمع السوري. التنوع العرقي و الديني في سوريا خلق حالة من الوحدة و التلاحم الحتمي,نتيجة الوعي بالتجارب الطائفية لكل من لبنان و العراق, بالإضافة إلى معاينة استحقاقات نجاح ثورة تونس و مصر و الدور المحوري للوحدة الوطنية في ذلك
خصوصية التجربة السياسية و الإجتماعية السورية ليس مدخلا لتبرئة الوضع الداخلي السوري من اي خلل , لكن ربما تكون هذه الخصوصية هي التي ستمهد لنجاح تجربة الإصلاح السياسي التدريجي المطالب حاليا بإثبات حسن النية و المسارعة ببدء الإعلان عن القرارات و الإطار الزمني لتنفيذها
مخاطر الأزمة في سوريا لن تكون في إطار العنف الطائفي, فكما أشرت, الوعي الإجتماعي في سوريا لهذا الإحتمال كبير.. وكما تردد في كثير من التجمعات الصغيرة و الكبيرة في سوريا في الايام الاخيرة: "واحد, واحد, واحد, الشعب السوري واحد". تكمن إمكانية نجاح الإصلاح السياسي في توظيف ضغط الشارع السوري لإقناع بعض المؤسسات الرقابية و الأمنية بأن تبادربتنسيق الجهود مع اللجان المعنية بمراحعة الملفات, و بخطوات حثيثة
سوريا رائدة بمشروعها العروبي النهضوي في المنطقة . سوريا قادرة أن تكون رائدة في إستيعاب المطلب الشعبي بالإصلاح السياسي و أن تؤسس لمنهج إصلاحي سياسي هو بمثابة نموذج ثالث للتغيير في المنطقة العربية, إلى جانب النموذج المصري و الليبي. نموذج وطني سوري بامتياز
No comments:
Post a Comment