الدول و أنظمة الحكم على إختلافها ترتكز على مبادئ أساسية لإرساء دعائم الحكم. عندما يكون النظام السياسي في بلد ما على أعتاب مرحلة إنتقالية, تبدأ إعادة النظر و التقييم للمبادئ السياسية التي ارتكز عليها النظام منتهي الصلاحية,
حزب البعث العربي الإشتراكي , و بحكم تفرده عمليا بصياغة القرار السياسي في سوريا منذ عام 1963 أثربشكل فاعل على تشكيل المعالم الاساسية للثقافة السياسية في سوريا . بغض النظر إن كان حزب البعث في العقود السابقة ملتزما بمبادئه أم ملتحفا بها , فإن القاعدة الأيديولوجية للدولة السورية على أعتاب منعطف تاريخي الآن.
مجموعة الاسئلة التي تطرح نفسها فيما يخص التوجه السياسي في المرحلة الإنتقالية: ما هو مصير مبدأ التصدي للهيمنة الغربية على مقدرات الشعوب؟ ما هو مصيرالعمل على استقلالية القرار السياسي و الإقتصادي؟ بعبارة أخرى, ما هو مصيرمبدأ الكرامة الوطنية في خضم التحول السياسي المتأثر بعوامل إقليمية و خارجية؟
لعل إعادة صياغة الكرامة الوطنية بحيث تكون مبدءا وطنيا غير محتكر من حزب أو توجه سياسي, هو من أولويات
المرحلة للأسباب التالية
أولا: إعادة هيكلة خطاب الكرامة الوطنية, الجامع لكل السوريين, على مبدأ وطني هوجهد يعزز الوحدة الوطنية
ثانيا: مرحلة "فك الإرتباط" بالنهج السياسي للنظام السابق تجد لها مخرجا أخلاقيا, بدل أن يكون مدخل للإتهام بالعمالة و الخيانة الوطنية
ثالثا: تبرئة الكرامة الوطنية من الإحتكار الحزبي يمهد الطريق للتنافس السياسي على أسس منهجية من خلال التعددية
السياسية
سوريا حبيبتي.. الحرية و الكرامة