Monday, October 11, 2010

الكرامة الوطنية و كرامة الفرد في سوريا

لا تحتاج السياسة الخارجية السورية لمن يبرهن على فعاليتها و مهنيتها العالية, خاصة في العشر السنوات الأخيرة. السياسة الخارجية السورية أعطت لمفهوم الكرامة الوطنية نهجا وخطوات عملية ريادية يحتذى بها.


يكثر الحديث عن الثمن الذي تضطر لدفعه الدول التي تعتز باستقلالية الرأي والتي لا تبدي أولوية للتناغم مع سياسة الدول العظمى. فهناك من يشير إلى العقوبات الإقتصادية, و هناك من يشير إلى العزلة الدولية. هناك من من يشير بالتحديد إلى وضع الفرد في داخل سوريا, و يربط بين النهج السياسي الخارجي لسوريا و بين حالات فساد في مؤسسات قضائية و مالية, أو الوضع الإقتصادي المتدهور لفئة ما من التجار, أو هجران المزارعين لأراضيهم, وبدهاء يشير إلى أن الكرامة الوطنية تكلف الفرد في سوريا... نعم كرامته.


ان الكرامة الوطنية هي كرامة الفرد في سوريا, و كرامة الفرد جزء لا يتجزأ من كرامة الوطن


نعم, استطاعت السياسة الخارجية السورية تجاوز محنة العزلة و التضييق الإقتصادي, لكن سوريا الآن أمام استحقاق داخلي بأبعاد إقليمية. التجارب الدمقراطية في المنطقة, مثل لبنان و العراق, تظهر الطائفية عارية و ترغمنا على تقبل فكرة أن تكريس الطائفية والدمقراطية (أو الإصلاح السياسي كمفهوم أدق) جزء لا يتجزأ.


لسوريا دور في طرح بديل إصلاحي داخلي محلي , لا يرتكز على الطائفية. كما سياسة سورية الخارجية ريادية بحيث أثبتت صواب وجهة النظر السورية في أمور إقليمية عدة, طرح بديل للدمقراطية المطبقة بالعراق, والإصلاح السياسي هو استحقاق سوري بامتياز.


أرى في الأفق مرتفع آخرفي منطقة الشرق الأوسط ينتظر من يقود و يرفع العلم عليه, هو مرتقع منهاج للإصلاح الداخلي النابع من الشرق الأوسط و الذي يخدم الشرق الأوسط. بهكذا نهج تتكامل الكرامة الوطنية وكرامة الفرد, ويلام حينئذ كل من يحاول الفصل بينهما.


سوريا أنت لها.